تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين 99}

صفحة 536 - الجزء 1

  خالفوا أمر الله ø، ولا نبيه #؛ ولكن حرفوا وكذبوا، وغيروا وبدلوا، ومن كانت هذه حاله لم يكن في موضع المسألة؛ ولكن الله ø أراد: ما في كتبهم من القصص والأخبار.

  وقد قيل: إن الذين أمر بمسألتهم هو: من كان معه مسلما، من مؤمني أهل الكتاب.

  وليس المعنى فيه إلا على ما شرحنا؛ ألا تسمع كيف يقول الله ø: {لتنذر أم القرى ومن حولها}⁣[الشورى: ٧]، وأم القرى فإنما هي: مكة، فأقام القرى مقام: أهلها، ومثل قوله في قصة يعقوب، حين يقول: {واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها}⁣[يوسف: ٨٢]، والقرية فإنما هي: لبن وحجارة، والعير فهي: الإبل، وليس هي تتكلم؛ ولكن أقيمت مقام أهلها، ومثل قوله سبحانه: {وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم}⁣[البقرة: ٩٣]، والعجل فلا يشرب، وإنما أراد: حب العجل، ومحمد # فأشد الخلق معرفة لله سبحانه، وإعظاما لعلمه وفضله، وما من الله ø به عليه من تفهيمه وتعريفه؛ فرحمة الله ورضوانه، وصلواته وبركاته عليه.

  · قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ٩٩}⁣[يونس: ٩٩]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي #، في سياق رده على المجبرة ما لفظه:

  ومما يحتجون به أيضا: قول الله سبحانه: {ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين} - فصدق الله، لو شاء ذلك لأمكنه أن يكرههم على الإيمان، إن شاؤا أو أبوا، ولم يكن ذلك بغالب له،