تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون 38}

صفحة 380 - الجزء 1

  · قوله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ٣٨}⁣[الأنعام: ٣٨]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم

  وقد تقدم تفسيرها إليكم في مسائلكم الأولى، والله سبحانه باعث جميع خلقه، كما ذكر في كتابه.

  وقال في كتاب الرد على مسائل الإباضية للإمام الناصر بن الهادي #:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {ولا طائر يطير بجناحيه}، وقلت: إن الطيران لا يكون إلا بجناحين، وإن العرب تستغني بذكر الطائر، وتكتفي باسمه عن ذكر جناحين فما معنى ذلك؟

  قال أحمد بن يحيى #: هذا تأكيد للكلام، وهذا موجود في لغة العرب، يقول الرجل لصاحبه: «قد جئتك بنفسي، ومشيت إليك برجلي، وكلمتك بلساني، ونظرت إليك بعيني، وسمعتك بأذني، وأعطيتك بيدي»، وكل هذا كان سيجزي فيه كلمة واحدة؛ لو قال: «جئتك» أجزأ عن قوله: «بنفسي»، ولو قال: «مشيت إليك» أجزأه عن قوله: «برجلي»، ولو قال: «كلمتك» أجزأه عن قوله: «بلسانه»، وكذلك سائر الكلام على هذا المثل؛ فافهمه إن شاء الله تعالى. وقال الله ø: {فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة}، فقد علموا أن ثلاثة وسبعة عشرة.