قوله تعالى: {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون 38}
  · قوله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ٣٨}[الأنعام: ٣٨]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم}؟
  وقد تقدم تفسيرها إليكم في مسائلكم الأولى، والله سبحانه باعث جميع خلقه، كما ذكر في كتابه.
  وقال في كتاب الرد على مسائل الإباضية للإمام الناصر بن الهادي #:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {ولا طائر يطير بجناحيه}، وقلت: إن الطيران لا يكون إلا بجناحين، وإن العرب تستغني بذكر الطائر، وتكتفي باسمه عن ذكر جناحين فما معنى ذلك؟
  قال أحمد بن يحيى #: هذا تأكيد للكلام، وهذا موجود في لغة العرب، يقول الرجل لصاحبه: «قد جئتك بنفسي، ومشيت إليك برجلي، وكلمتك بلساني، ونظرت إليك بعيني، وسمعتك بأذني، وأعطيتك بيدي»، وكل هذا كان سيجزي فيه كلمة واحدة؛ لو قال: «جئتك» أجزأ عن قوله: «بنفسي»، ولو قال: «مشيت إليك» أجزأه عن قوله: «برجلي»، ولو قال: «كلمتك» أجزأه عن قوله: «بلسانه»، وكذلك سائر الكلام على هذا المثل؛ فافهمه إن شاء الله تعالى. وقال الله ø: {فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة}، فقد علموا أن ثلاثة وسبعة عشرة.