قوله تعالى: {بلى من أسلم وجهه لله}
  لكفرهم وقبح فعلهم، ورداوة فهمهم، وبعدهم من طاعة خالقهم؛ ولكن يخدعون أنفسهم ويمنونها مالا يبلغونه، من مراتب المؤمنين، ومنازل الصالحين، وإنما قيل: {هودا أو نصارى} من طريق الترخيم، وإنما هم اليهود والنصارى، وذلك جائز في ترخيم الشيء.
  · قوله تعالى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّه}[البقرة: ١١٢]
  في مجموع الإمام القاسم بن إبراهيم #:
  قال الله ø: {بلى من أسلم وجهه لله}، أي: من أخلص دينه لله؛ فجعل للدين وجها ... (إلى آخر كلامه #).
  · قوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ١١٣}[البقرة: ١١٣]
  في مجموع كتب ورسائل الإمام زيد بن علي # ما لفظه:
  عن عبيد الله بن العلاء، قال: سمعت زيدا # يقول في قوله تعالى: {وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء}: يعنون: على دين؛ لأنه ينكر بعضهم ما يدين به بعض، ثم قال: {وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ} يعني: التوراة التي يجمعون على تصديقها.
  ثم قال الإمام زيد بن علي - عليهما الصلاة والسلام -: افهموا عن الله تعالى هذه الحجة النيرة؛ إنه أعجبنا من اليهود والنصارى يختلفون وعندهم الكتاب، الذي فيه فصل اختلافهم، وبيان أمرهم، ولو كان الكتاب الذي في أيديهم لا