تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا 106}

صفحة 104 - الجزء 2

  · قوله تعالى: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ١٠٦}⁣[الإسراء: ١٠٦]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  {وقرآنا فرقناه} تأويله: فرقناه قطعا، وفرقناه وجعلناه مفرقا؛ {لتقرأه على الناس على مكث}، وهو: على مهل وبمكث؛ وتأويل {نزلناه} فهو: قليلا قليلا؛ كذلك يذكر - والله أعلم -: أن جبريل صلى الله عليه كان يعلم رسول الله ÷ ما علمه من القرآن: خمس آيات، خمس آيات؛ لما أراد الله - إن شاء الله - بذلك لفؤاده من الثبات، كما قال الله سبحانه: {كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا}⁣[الفرقان: ٣٢]، تأويله: ونزلناه تنزيلا؛ والتنزيل هو: الإبانة والتفصيل.

  · قوله تعالى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ١١٠}⁣[الإسراء: ١١٠]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  يقول سبحانه: اطلب من القول بين الإخفات والجهر قبيلا؛ فأمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وآله في الصلاة: بالواسط بين الجهر والإخفات من القراءة؛ اختيارا منه سبحانه في الأشياء للأوساط، على التقصير فيها والإفراط؛ لأن الإخفات فيها شبيه بالسر والضمير المكتوم، والإجهار الفاحش من الأصوات شبيه بالتنكير المذموم؛ ألا تسمع لما ذكر الله سبحانه، من قصص حكمة لقمان، وما نزل الله - لرضاه بها - منها في منزل القرآن، إذ يقول لابنه، فيما يأمره به: {واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير}⁣[لقمان: ١٩]؛ فلما