تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون 106}

صفحة 34 - الجزء 2

  ما ترون من قدرته فيه، وابتداعه له وخلقه.

  فأما قوله: {قد جعلها ربي حقا} فإنما يقول: قد حققها ربي؛ بما من به من إتيانه بكم، وتفضل بذلك علي وعليكم.

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام عبد لله بن حمزة #:

  فأما قوله تعالى في قصة يوسف #: {إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو}⁣[يوسف: ١٠٠] - فإنما أضاف ذلك إلى الله سبحانه؛ لكونه بألطافه وتوفيقه، وعونه وتأييده، كانوا عالة فأغناهم، ومستضعفين فملكهم؛ وعلى مثل ذلك يحمل قوله تعالى: {هو الذي يسيركم في البر والبحر}⁣[يونس: ٢٢]، معناه: أعطاكم آلة السير وقدرته في البر: الظهر والقدرة، وفي البحر: الرياح والألواح؛ ثم إن قصدتم في فعلكم رضا الله تعالى - كنتم قد أطعتموه، وإن قصدتم هوى نفوسكم كنتم قد عصيتموه؛ وعلى مثل هذه المعاني يحمل ما شاكل هذه الآيات: بأنه تعالى نهانا عن المسير في معصيته، وأمرنا بالنفير إلى طاعته؛ فلولا أنها أفعالنا لم يصح ذلك فيها، كما لم يصح في صورنا وألواننا؛ فتفهم ذلك.

  · قوله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ١٠٦}⁣[يوسف: ١٠٦]

  قال في كتاب البساط للإمام الناصر الأطروش #، بعد ذكره للآية ما لفظه:

  يقول: وما يؤمن أكثرهم بالله أنه ربه، إلا وهو مشرك به في طاعة شياطين الإنس والجن.