قوله تعالى: {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون 106}
  ما ترون من قدرته فيه، وابتداعه له وخلقه.
  فأما قوله: {قد جعلها ربي حقا} فإنما يقول: قد حققها ربي؛ بما من به من إتيانه بكم، وتفضل بذلك علي وعليكم.
  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام عبد لله بن حمزة #:
  فأما قوله تعالى في قصة يوسف #: {إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو}[يوسف: ١٠٠] - فإنما أضاف ذلك إلى الله سبحانه؛ لكونه بألطافه وتوفيقه، وعونه وتأييده، كانوا عالة فأغناهم، ومستضعفين فملكهم؛ وعلى مثل ذلك يحمل قوله تعالى: {هو الذي يسيركم في البر والبحر}[يونس: ٢٢]، معناه: أعطاكم آلة السير وقدرته في البر: الظهر والقدرة، وفي البحر: الرياح والألواح؛ ثم إن قصدتم في فعلكم رضا الله تعالى - كنتم قد أطعتموه، وإن قصدتم هوى نفوسكم كنتم قد عصيتموه؛ وعلى مثل هذه المعاني يحمل ما شاكل هذه الآيات: بأنه تعالى نهانا عن المسير في معصيته، وأمرنا بالنفير إلى طاعته؛ فلولا أنها أفعالنا لم يصح ذلك فيها، كما لم يصح في صورنا وألواننا؛ فتفهم ذلك.
  · قوله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ١٠٦}[يوسف: ١٠٦]
  قال في كتاب البساط للإمام الناصر الأطروش #، بعد ذكره للآية ما لفظه:
  يقول: وما يؤمن أكثرهم بالله أنه ربه، إلا وهو مشرك به في طاعة شياطين الإنس والجن.