تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون 32}

صفحة 313 - الجزء 1

  · قوله تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ٢٧}⁣[المائدة: ٢٧]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #:

  معناه: إنما يتقبل الله إيمان من اتقى وعمله، والاتقاء فهو: اتقاء الفاحشات، كما قال الله سبحانه: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ٨٣}⁣[القصص]، إلى ما أوضحه الله في كتابه، وجاء به رسوله عليه وآله السلام، وأجمعت عليه الأئمة، وحسن في جميع القلوب فعله؛ فيزمك القبول لذلك، والاعتقاد والقول والعمل به.

  · قوله تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ٣٢}⁣[المائدة: ٣٢]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:

  قال محمد بن يحيى #: أراد الله ø: أنه من قتل نفسا مؤمنة، ظلما وتعمدا و تعديا، فكأنما قتل الناس جميعا؛ لأنه قد ظلم وتعدى، واستوجب العقاب بفعله، فيما اكتسبه من عظيم جرمه، والعقوبة والهوان، والخلود بين طبقات النيران.

  و {كتبنا} فمعناه: حكمنا بالعقوبة عليهم، والتعذيب لمن فعل ذلك منهم.

  ومعنى: {ومن أحياها} فهو: بالتعليم للدين، والتفهيم لأحكام رب العالمين، وأحياها بذلك وأنجاها، من أليم عقوبة الله ø التي جعلها على أهل الجهل والغفلة عما افترض عليهم، من تعليم الدين، والتفقه فيما جاء به