تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما 29}

صفحة 220 - الجزء 1

  · قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ٢٩}⁣[النساء: ٢٩]

  قال في كتاب الأحكام:

  يريد سبحانه: لا تأكلوها بالربا والسحت والظلم والارتشاء في الحق؛ ليعدل عنه إلى الباطل، وأما قوله: {إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم}، فالتراضي هو: الرضى من البائع لتأخير المشتري بثمن سلعته بلا ازدياد منه؛ لتأخير الثمن عليه في بيعه. ومن التراضي: أن يبيعه بطيبة من نفسه، لا يكرهه على البيع إكراها، ولا يضطره إليه اضطرارا.

  · قوله تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا ٣١}⁣[النساء: ٣١]

  قال في كتاب البساط للإمام الناصر الأطروش #:

  فتكفيرها: بسترها وتمحيصها في الدنيا بالمصائب، فمصائب المؤمنين تمحيص لصغائر ذنوبهم، ومصائب الكافرين محق لهم؛ قال جل ذكره: {ليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين}.

  وقال في مجموع الإمام القاسم العياني #:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم}، وما معنى الكبائر؟

  الجواب: اعلم أن كل ما نهى الله عنه كبيرة، فمن أتاها عمدا استحق عذاب الله جل اسمه، وليس من معاصي الله سبحانه صغيرة؛ فأما ما وعد الله سبحانه من