تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم 15}

صفحة 510 - الجزء 2

  السامرية، والسودان والروم، وغيرهم من أهل البلدان.

  · قوله تعالى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ١٥}⁣[محمد: ١٥]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام زيد بن علي @:

  كأنه قال: الجنة التي وعد المتقون؛ فأدخل «المثل» توكيدا للكلام.

  وقال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألته عن: قول الله سبحانه: {مثل الجنة التي وعد المتقون}، إلى قوله: {فقطع أمعائهم

  فقال: أراد الله تبارك وتعالى: هل يستوي من كان في هذه الجنة، وفي أسرتها ولذاتها، ومن هو خالد في النار، يسقى الحميم؛ لا يستويان أبدا؛ صدق الله تبارك وتعالى: لا يستوي محل أوليائه، ومحل أعدائه؛ أعداؤه في عذاب النار، وأشر قرار، وأولياؤه في خير دار.

  فقلت: ما هذه الخمر؟

  فقال: هي الخمر {التي لا فيها غول}، والغول فهو: ما اغتال العقول. {ولا هم عنها ينزفون}⁣[الصافات: ٤٧]، والنزف فهو: ما ينزل بشراب خمر هذه الدنيا النجسة، فينزفون من طرفيهم مشيا وقيئا؛ فأخبر الله تبارك وتعالى: بطهارة هذه الخمر، وبعدها مما تفعل خمر الدنيا بأهلها.