تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ونفس وما سواها 7 فألهمها فجورها وتقواها 8}

صفحة 429 - الجزء 3

سورة الشمس

  

  · قوله تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ٧ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ٨}⁣[الشمس: ٨]

  قال في مجموع الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  وسألته عن: قوله الله تعالى: {ونفس وما سواها ٧ فألهمها فجورها وتقواها ٨

  فقال: {ونفس وما سواها}، يقول سبحانه: وما قدرها وما هيأها من تسوية التقدير، وحكمة التدبير، الذي لا يكون إلا بالله، ولا يوجد إلا من الله؛ وقد قال بعض المفسرين: {وما سواها} هو: ومن سواها. {فألهمها} هو: عرفها تعريفا بينا، ليس مما يلتبس بكفره منعمه، ولا يعايا بشيء من المعرفة بين فجورها وتقواها، إذا عرفها هيبتها واجتراءها؛ لأن الهيبة اتقاء، والفجور اجتراء، فهي تعرف من الأشياء كلها ما تجترئ عليه من الفجور، وما تهاب وتخشى من جميع الأمور، فهي على ما لا تهاب مجترأة، ولما هابت متقية، فهي ملهمة لتقواها وفجورها؛ لمعرفة ما تهابه وتجترئ عليه من أمورها.

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #:

  يعني سبحانه بقوله: {ألهمها}: عرفها فجورها وتقواها؛ فليس عالم ولا جاهل من البالغين يعمل منكرا، ولا يأتي معصية ولا يفعل شرا، إلا ونفسه