قوله تعالى: {ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون 22}
  وقال في كتاب الرد على مسائل الإباضية للإمام الناصر بن الهادي #:
  {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم} يعني: يعرفون النبي ÷ كما يعرفون أبناءهم؛ لأن نعته معهم في التوراة. {الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون}؛ لأنهم كفروا به بعد المعرفة.
  · قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ٢٢}[الأنعام: ٢٢]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:
  قال محمد بن يحيى ¥: معنى قوله ø: {أين شركاؤكم}: تبكيت لهم وتقريع، وإذلال عندما تنقطع بهم الأسباب، ويعاينوا ما كذبوا به من أليم العذاب؛ لأنهم كانوا يساوون الله ø بخلقه، ويعبدون الأصنام، ويوقدون النيران، ويرون ذلك عندهم حسنا جائزا. ومن الشركاء(١) أيضا: طاعة الجبارين، الظلمة المتمردين، فيشركونهم ويجعلون لهم من الطاعة ما لله ø، فيبتغون منهم الرضا، ويتبعون في ذلك الغي والهوى، ويتركون عيانا رشدهم، مصدقون لهم في كفرهم، مستمعون من كلامهم، حتى ضلوا وهلكوا، وعن سبيل الحق يقينا عدلوا، فأصبحوا من المعذبين، وعن الله سبحانه من الهالكين؛ ألا تسمع كيف يقول سبحانه: {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى}[الزمر: ٣]، فيقولون عندما يرون العذاب: {ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا}[الأحزاب: ٦٧]، وقالوا: {ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين}[فصلت: ٢٩]، وكل ذلك ندم وأسف على ما فاتهم من التعلق بالحق، والميل في طريق الصدق،
(١) وفي نسخة: ومن الشرك.