تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير 103}

صفحة 407 - الجزء 1

  كرية لا تطعم الكريا ... ومثلها لا يصحب المطيا

  قال رسول الله ÷: «البيعان بالخيار ما لم يفترقا»، يعني: البائع والمشتري، فسماهما بيعان، وإنما أحدهما بيع، والآخر مشتري. والوكيل يجوز في لغة العرب: المالك للشيء كله يسمى: وكيل شيئه، أي: مالكه، والوكيل لغيره يسمى: وكيلا، وكل ذلك جائز في اللغة، معروف غير منكر - والحمد لله -، لا ما ذهبوه إليه من الكفر، وإن كون وقدر يخلقان من دون الله ø، وتقدس عما قالوا علوا كبيرا.

  · قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ١٠٣}⁣[الأنعام: ١٠٣]

  قال الإمام المؤيد بالله # في كتاب التبصرة:

  فإن قيل: فهل تقولون إن الله تعالى يرى بالأبصار؟

  قيل له: لا نقول ذلك؛ بل نحيله؛ والدلالة على ذلك قول الله تعالى: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار}، والإدراك بالأبصار هو: الرؤية بالبصر عند أهل اللغة؛ فكأنه قال تبارك وتعالى: لا تراه؛ فثبت لذلك صحة ما ذهبنا إليه، من نفي الرؤية عن الله ø.

  فإن قيل: ما أنكرتم أن يكون تعالى يرى في الآخرة؛ لأنه ليس فيها نفي الرؤية في الآخرة؟

  قيل له: لا يجوز ذلك؛ لأنه تعالى مدح نفسه بنفي الرؤية عنها، فيجب أن يكون إثباتها نقصا، والنقص لا يجوز على الله تعالى في الآخرة، ولا في الدنيا.

  فإن قيل: فما الفصل بينكم وبين من قال: إن الله تعالى يجوز أن يرى، واحتج بقوله: {وجوه يومئذ ناضرة ٢٢ إلى ربها ناظرة ٢٣}⁣[القيامة]، كما