قوله تعالى: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون 55}
  رسوله صلى الله عليه وآله مجيبين؛ فيشرح صدورهم، ويعينهم على أمورهم؛ فنسبتهم لنبيه، يحبهم ويحبونه، صحيحة مودتهم لله ولرسوله. {أذلة على المؤمنين} يريد: رحماء بالمؤمنين، مطيعين لهم، غير متكبرين عليهم، ولا متطاولين؛ بل هم خاضعون لله يتذللون، ليسوا بجبارين، ولا فراعنة شياطين، ومعنى {أذلة على المؤمنين} فإنما هي: للمؤمنين؛ فقامت «على» مقام اللام. ولم يذكر ø: أنهم ارتدوا ولا كفروا، وإنما قال: {من يرتد منكم}؛ فكان ذلك تنبيها للمؤمنين، وتعريفا وموعظة وزجرا.
  وقد يقال: إن هذه الآية نزلت في قوم كرهوا الجهاد، وهم الذين قالوا: {ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب}[النساء: ٧٧]، وقد تقدم تفسير أمرهم في وسط مسائلك.
  · قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ٥٥}[المائدة: ٥٥]
  قال في كتاب الأحكام للإمام الهادي #:
  قال يحيى بن الحسين ¥: رحم الله عليا أمير المؤمنين؛ فقد جهل الحق من جهل فضله، وحار عن القصد من حار عن قصد حقه؛ فكيف بمن حار عن حقه، وهو يسمع قول الله سبحانه حين يقول فيه رضوان الله عليه: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}، فجعل الولاية لله سبحانه ولرسوله، وللمؤتي من المؤمنين الزكاة وهو راكع؛ فكان ذلك أمير المؤمنين دون غيره من سائر المسلمين، لا ينازعه فيه منازع، ولا يدفعه عنه دافع؛ بحكم الله له بذلك، وقوله فيه ما قال من ذلك وغيره من قوله: {والسابقون السابقون أولئك المقربون}؛ فكان السابق إلى ربه غير مسبوق.