قوله تعالى: {وأضل فرعون قومه وما هدى 79}
  الحق كسحر السحرة، وأن موسى صلى الله عليه من الكفرة، وقد كان خاف قولا منهم واعتسافا، فقالوا: {إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما}[طه: ٦٣]، وقالوا فيه: {فماذا تأمرون}[الأعراف: ١١٠، الشعراء: ٣٥]، وقال موسى صلى الله عليه فيما قالوا به من ذلك: {أتقولون للحق لما جاءكم أسحر هذا ولا يفلح الساحرون}[يونس: ٧٧].
  وقال في كتاب الرد على مسائل الإباضية للإمام الناصر بن الهادي #:
  وسألت عن: قوله ø: {وأوجس في نفسه خيفة موسى}، فقلت: كيف خاف ~ في ذلك المقام العظيم، وقد علم أن الله ø لا يخذله فيه، وهو ولي الله ورسوله صلى الله عليه؟
  قال أحمد بن يحيى ~: إنما تخوف موسى صلى الله عليه على قومه أن يفتنوا؛ لما عاينوا من فعل السحرة، أو أن يسبق إلى قلوبهم: أن حركة الحبال والعصي على حقيقته؛ إذ ليس لهم مثل بصيرة موسى صلى الله عليه؛ فأما هو ~ فقد كان واثقا عالما: أن الله جل ثناؤه لا يخذله ولا يشمت به عدوه، وأن أعداءه لا يظهرون عليه في ذلك المقام الشريف.
  · قوله تعالى: {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى ٧٩}[طه: ٧٩]
  قال في كتاب الأساس للإمام القاسم بن محمد #:
  {وأضل فرعون قومه وما هدى}، أي: إغواءهم عن طريق الحق.