تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وأضل فرعون قومه وما هدى 79}

صفحة 213 - الجزء 2

  الحق كسحر السحرة، وأن موسى صلى الله عليه من الكفرة، وقد كان خاف قولا منهم واعتسافا، فقالوا: {إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما}⁣[طه: ٦٣]، وقالوا فيه: {فماذا تأمرون}⁣[الأعراف: ١١٠، الشعراء: ٣٥]، وقال موسى صلى الله عليه فيما قالوا به من ذلك: {أتقولون للحق لما جاءكم أسحر هذا ولا يفلح الساحرون}⁣[يونس: ٧٧].

  وقال في كتاب الرد على مسائل الإباضية للإمام الناصر بن الهادي #:

  وسألت عن: قوله ø: {وأوجس في نفسه خيفة موسى}، فقلت: كيف خاف ~ في ذلك المقام العظيم، وقد علم أن الله ø لا يخذله فيه، وهو ولي الله ورسوله صلى الله عليه؟

  قال أحمد بن يحيى ~: إنما تخوف موسى صلى الله عليه على قومه أن يفتنوا؛ لما عاينوا من فعل السحرة، أو أن يسبق إلى قلوبهم: أن حركة الحبال والعصي على حقيقته؛ إذ ليس لهم مثل بصيرة موسى صلى الله عليه؛ فأما هو ~ فقد كان واثقا عالما: أن الله جل ثناؤه لا يخذله ولا يشمت به عدوه، وأن أعداءه لا يظهرون عليه في ذلك المقام الشريف.

  · قوله تعالى: {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى ٧٩}⁣[طه: ٧٩]

  قال في كتاب الأساس للإمام القاسم بن محمد #:

  {وأضل فرعون قومه وما هدى}، أي: إغواءهم عن طريق الحق.