قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم}
  يثاب عليه العبد؛ فلا يجوز إضافة القبيح إلى الله تعالى لتعاليه عنه، ولا إضافة الحسن منها إليه؛ لإثابته عليه، وهو لا يثيبنا على فعله كما لا يثيبنا على ألواننا وأجسامنا؛ لما كانت فعله، فتفهم ما ذكرت لك موفقا إن شاء الله.
  · قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ}[البقرة: ٣٤]
  في كتاب مجموع فيه تفسير لبعض الأئمة، ذكر فيه كلاما عن هذه الآية للإمام الهادي #، فقال ما لفظه:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين}. فإبليس - لعنه الله - أمر بالسجود كما أمرت الملائكة، فأطاعت وسجدت، وكفر واستكبر على آدم صلى الله عليه، والسجود فإنما كان لله ø، لا لآدم، وإنما قال: {اسجدوا لآدم} أي: من أجل آدم، وما أظهرت فيه من عجائب الصنع والتدبير، وعظيم الفعل والتقدير.
  · قوله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْه}[البقرة: ٣٧]
  قال في كتاب مجموع رسائل الإمام الهادي #:
  وسألته: عن قول الله تبارك وتعالى: {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه}، ما الكلمات التي تلقاها آدم من ربه؟
  قال: قد اختلف فيها، والصحيح عندنا أن الكلمات: هو ما كان الله تبارك وتعالى قد أعلمه، بخلق من سيخلقه من ذرية آدم ونسله، وأنه سيكون منهم مطيع ومنهم عاص باختيارهم، وأنه سبحانه يقبل التوبة من تائبهم، إذا تاب وأصلح، وأخلص التوبة وراجع. فلما كان منه ما كان من أكل الشجرة - ذكر ما كان الله قد أعلمه من القبول للتوبة؛ فقالا: {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين}[الأعراف: ٢٣]؛ فهذه الكلمات التي تلقاها آدم