تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

سورة العصر

صفحة 471 - الجزء 3

سورة العصر

  

  هذا تفسير السورة كاملة للإمام القاسم بن إبراهيم #

  {والعصر ١ إن الإنسان لفي خسر ٢}:

  فـ {العصر} قد يكون من: آخر النهار، ويكون من: الدهر؛ فأشبه ذلك - والله أعلم - بالتأويل، وما يصح فيه من الأقاويل: أن يكون العصر الذي بعد الظهر، لا العصر الذي من الدهر؛ وإن كان كل ذلك وقتا، وكان ذلك لكلا الوقتين نعتا - كان أفضل الأوقات: ما كان لصلاة من الصلوات، وكان تأويل القسم به أشبه، وأفضل وأوجه، والله أعلم وأحكم، وكان تأويل أنه قسم - كما أقسم بالفجر والليالي العشر؛ لفضلهما وقدرهما، وما ذكر الله من أمرهما. والعصر والإعصار من النهار فهو: بعد الظهر والإظهار، وإذا كان الدهر وقتا كله - كان ما كان منه للصلوات هو أفضل، والأفضل هو الأولى بالتقدم في القسم وغير القسم.

  وأما تأويل الخسر فهو: النقص في الخير والبر. ولم يكن من الناس في خير ولا بر فهو - كما قال الله ø -: {لفي خسر}، وكان الناس: فغير مفلح ولا رابح، إلا من عمل لله بعمل صالح، كما قال الله سبحانه: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ٣}.

  وتأويل الإيمان: فترك كبائر العصيان. وتأويل: {وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ٣} فهو: عملهم لله صالحات، وهي أولى الأعمال بهم؛ لما فيها من رضى ربهم، وصلاحهم وصلاح غيرهم. وتواصيهم