تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا 97}

صفحة 262 - الجزء 1

  · قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ٩٧}⁣[النساء: ٩٧]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم # بعد أن ذكر الآية:

  عنى تبارك وتعالى بظلمهم أنفسهم: مقامهم مع أهل الجور والمنكر في دارهم ومحلهم؛ قال الله سبحانه مخبرا عن أولئك، ومقامهم مع العصاة والفجار، ورضاهم بمجاورتهم، إذ تقول لهم الملائكة $ عند قبضهم لأرواحهم: {فيم كنتم}، يعنون: ماذا فعلتم من إنكار المنكر على من جاورتهم من أهله؟ {قالوا كنا مستضعفين في الأرض}، فعلمت ملائكة الله أنهم قد صدقوا في الخبر من ضعفهم، واحتجت الملائكة عليهم لله؛ إذ ضعفوا عن مهاجرتهم، و {قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها}، يقولون: فتنجوا عن أهل المنكر والمعاصي في أرض الله الواسعة، ولا تجاوروهم؛ قال الله سبحانه: {فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا} يقول تبارك وتعالى: {إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا}، يعني: فإن لم يمكنه النقلة، من ضعفة الرجال والنساء والولدان؛ لفقرهم وضعفهم، ثم قال: {فأولئك عسى الله أن يعفوا عنهم وكان الله عفوا غفورا}.

  ثم قال الله سبحانه مؤكدا على من أمكنه النقلة، والهجرة والانتقال عن أهل المعصية؛ مرغبا لهم في المهاجرة عن مجاورة الفساق الأثمة: {ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة}، يعني بالمراغم: السعة في الأرض،