تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

سورة القارعة

صفحة 466 - الجزء 3

سورة القارعة

  

  هذا تفسير السورة كاملة للإمام القاسم بن إبراهيم #

  {القارعة ١ ما القارعة ٢ وما أدراك ما القارعة ٣}، فالقارعة: ما هال من الأمور وقرع، وهجم على أهله بغتة بأهواله فأفزع.

  وأما تأويل «ما أدراه» فهو: تعظيم منها لمرآه، وما سيعانيه فيها ويراه، من الأهوال والأمور الفادحة، وجزاء الأعمال الصالحة والطالحة، حين تقوم القيامة، وتدوم الحسرة والندامة، على كل خائب وخاسر، وظالم معتد فاجر؛ ألا تسمع كيف يقول سبحانه، عند بعثه فيها لخلقه المبعوث: {يوم يكون الناس كالفراش المبثوث ٤}.

  وتأويل {يكون} فهو: يصير، والفراش: فطير صغير، خفيف عند من يراه حقير، من همج الأرض والطير، تمثل به العرب في الكثير؛ لأنه كثير ضعيف، وطير محتقر خفيف؛ فتقول إذا استكثرت شيئا أو استضعفته، واستقلت وزنه فاستخفته: «ما هذا إلا كالفراش في الخفة والقلة»، وللقوم إذا استكثروهم: «كالفراش في الكثرة والجمة». وانبثاثه فهو: انبعاثه متحيرا وطائرا، في كل وجهة من الجهات، يموج ويصدم بعضه بعضا في تلك الوجوه المختلفات؛ فمثل الله سبحانه الناس في يوم البعث - بما وصفنا من الفراش المنبث، الذي يموج بعضه في بعض، ويسقط تهافتا على الأرض؛ لما ذكرنا من كثرته، وموجه وحيرته، واختلاف جهاته.

  ويومئذ يدعوهم من تلك النواحي المختلفات - الداعي، فيستجيبون لدعوته