قوله تعالى: {فمنهم شقي وسعيد 105}
  يقول: سقيما، وتفاؤلا بالسلامة، ويقولون للعطشان: ناهل، أي: سينهل، يريدون: سيروى، ويقولون للفلاة، وهي مهلكة: مفازة، يريدون: منجاة.
  وقولهم لشعيب: {إنك لأنت الحليم الرشيد ٨٧}، يريدون: السفيه الجاهل، وهذا كما تقول للرجل تستجهله: يا عاقل، وتستحمقه: يا حليم. ثم أنشد الشاعر:
  وقلت لسيدنا يا حليم ... إنك لمن تأس أسوا رفيقا(١)
  (إلى آخر كلامه #)
  · قوله تعالى: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ١٠٥}[هود: من آية ١٠٥]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي #، في سياق رده على المجبرة، ما لفظه:
  ومما احتجوا به أيضا: {فمنهم شقي وسعيد}، فتأولوا ذلك على أحكم الحاكمين بأقبح التأويل، ولعمري لو نظروا ما في الآية من قبل هذا الكلام - لأسفر لهم الأمر ولعرفوه؛ ألا ترى كيف يقول سبحانه: {يوم يأتي لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد}؟! يخبر ø ذكره: أن ذلك الشقاء والسعادة إنما تكون في ذلك اليوم - يعني يوم القيامة -، لا أيام الدنيا، ولعمري إن يوم القيامة ليوم التغابن والحسرة والندامة، فمنهم ذلك اليوم: شقي وسعيد؛
(١) هكذا في النسخة المنقول منها، وهي المجموع المطبوع، وفي لسان العرب هكذا:
وقلت لسيدنا يا حكيم ... إنك لم تَأسُ أسواً رفِيقاً
وهو في الصاحبي لابن فارس، وكذا في كتاب البرصان والعميان للجاحظ، والبيان والتبيين، والحيوان بلفظ:
وقلت لسيدنا يا حليم ... إنك لم تَأْسَ أسواً رفيقاً
و «تأس» من: التأسي.