قوله تعالى: {وكل شيء فعلوه في الزبر 52 وكل صغير وكبير مستطر 53 إن المتقين في جنات ونهر 54 في مقعد صدق عند مليك مقتدر 55}
  · قوله تعالى: {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ ٥٢ وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ ٥٣ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ٥٤ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ٥٥}[القمر: من ٥٢، إلى: ٥٥]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي #، بعد ذكره للآية:
  سمى أفعالهم: شيئا، فقد أوقع في الزبر، والزبر هي: الكتب. وقد قال ابن عباس: إن الزبر التي ذكر الله أن أفعالهم فيها هي: هذه الكتب التي أنزلها الله على أنبيائه، من التوراة والإنجيل، والفرقان الكريم الجليل. ونحن فنقول: إن الزبر هي: الكتب التي ذكر الله في قوله: {ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا ١٣ اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ١٤}[الإسراء]، وفي قوله: {هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون}[الجاثية: ٢٩]؛ فهذه التي ذكر الله من الكتب عنده، وأنه يظهرها يوم دينه وحشره - هي: الزبر التي ذكر الله أن أفعالهم فيها، لا ما قال ابن عباس من: أنها هي المنزلة على أنبيائه، من توراته وإنجيله، وما نزل على محمد من فرقانه؛ ألا تسمع كيف يقول: {وكل شيء فعلوه في الزبر ٥٢ وكل صغير وكبير مستطر ٥٣}، وهذه الكتب المطهرة، من التوراة والإنجيل والفرقان المكرمة - ففيها بعض ما فعل العباد، وكثير منها لم يقص خبره، ولم يذكر ﷻ أمره، كما قال ذو العزة والأياد، ورافع السماء وداحي الأرض ذات المهاد: {منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك}[غافر: ٧٨]، وقال: {نتلوا عليك من نبأ موسى وفرعون}[القصص: ٣]، يريد: نقص عليك بعض خبرهما، وما كان من محاورتهما وأمرهما، وقال سبحانه في أهل الكهف، وما كان من سؤال قريش للنبي عنهم، فقال الله في ذلك: {إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا