تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله}

صفحة 495 - الجزء 2

  فأقول: إن العرب تقول: إن العابد هو: المنكر الآنف؛ قال الفرزدق يهجو جريرا:

  أولئك أكفائي فجئني بمثلهم ... وأعيذ أن يهجى كليب بدارم⁣(⁣١)

  يريد: أي: أنكر وآنف أن تهجى بنو كليب ببني دارم قومه.

  · قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَه}⁣[الزخرف: ٨٤]

  قال في التبصرة للإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني #:

  معناه: أنه هو الذي يستحق العبادة، يستحق أن يعبد في السماء والأرض؛ لأن الإله هو: الذي يستحق العبادة؛ وهذا مشهور متعارف في ألفاظ الناس.

  وقال في كتاب حقائق المعرفة للإمام أحمد بن سليمان #:

  معنى قول الله تعالى: {وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله}: أنه إله من في السماء، وإله من في الأرض؛ كما يقال: «فلان أمير في بلد كذا، وبلد كذا»، وإن لم يكن فيهما ساكنا.


(١) كذا في النسخة المطبوعة المنقول منها، والذي في كتاب «الجليس الصالح والأنيس الناصح، للمعافى بن زكريا»، وهو المناسب لاستشهاد الإمام #:

أولئك أكفائي فجئني بمثلهم ... وأعبدُ أن أهجو كليباً بدارمِ

وقبله:

فإن حراماً أن أسب مقاعساً ... بآبائي الشم الكرام الخضارمِ

ولكن نصفاً لو سببتُ وسبّني ... بنو عبد شمسٍ من منافٍ وهاشمِ