قوله تعالى: {قل هو نبأ عظيم 67 أنتم عنه معرضون 68 ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون 69 إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين 70 إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين 71 فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين 72}
  ذكر الخير في الآخرين، يقول: من بعدي، من أهل هذه الدار إلى يوم الدين؛ فأجابه الله، وأخبر بما جعل له من الذكر الباقي في هذه الدار. ثم أخبر أنهم عنده في الدار الآخرة الباقية - أعظم منهم ذكرا في الدار الفانية، فقال: {إنهم عندنا}، يريد: في آخرتنا، ودار ثوابنا، {لمن المصطفين الأخيار}. ثم قال: {واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار}، يقول: اذكرهم بأنهم ممن جعلنا لهم الذكر في دار الدنيا، وفي الآخرة مع إبراهيم وإسحاق ويعقوب؛ ألا ترى كيف قال: {هذا ذكر}، يقول: ذكرنا له في هذه السورة ذكر باق لهم كما سأل إبراهيم ربه، إلى يوم الدين. {وإن للمتقين لحسن مآب}، يقول: لحسن مأوى ومرجع، عند حشرهم وإيابهم إلى ربهم.
  · قوله تعالى: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ٦٧ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ٦٨ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ ٦٩ إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ ٧٠ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ ٧١ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ٧٢}[ص: من ٦٧، إلى ٧٢]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألته عن: قول الله سبحانه: {قل هو نبأ عظيم ٦٧}، إلى قوله: {أنا نذير مبين ٧٠}
  فقال: يقول سبحانه: إنما أنبأهم به من هذه الأخبار، ومن أخبار الملائكة $ - {نبأ عظيم}، يقول: علم غيب عظيم. {أنتم عنه معرضون}، يقول: أنتم عن تفهمه غافلون. {ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون}، والملأ