قوله تعالى: {إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا 137}
  يقول سبحانه: ولن تستطيعوا أن تساووا بينهن في المحبة أبدا، ولو جهدتم جهدكم؛ إذ هن مختلفات في أعينكم وموافقتكم وقلوبكم؛ فلم يكلفكم المساواة بينهن في المحبة لهن، كما كلفكم المساواة بينهن في غير ذلك من أمرهن؛ لأنه علم سبحانه: أن ذلك مما لا تقدرون عليه، ولا تستطيعون أبدا المصير إليه، ولن يكلف الله ø عباده ما لا ينالونه، ولا يقدرون عليه، ولا يطيقونه؛ ألا تسمع كيف يقول ذو الجلال والإكرام والطول: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}، ويقول: {لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها}، ويقول ø: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}، ويقول ﷻ عن أن يحويه قول أو يناله: {وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين}، يريد: ما جعل عليكم في الدين والتحقيق، من عسر ولا تشديد ولا تضييق؛ ولعمر العماة المتجبرين، والغواة المبطلين: ما من ضيق ولا عسر ولا تكليف لما لا يطاق من الأمر - أشد من هذا، لو كان كما يقول الجاهلون، وينسب إلى الله ø الظلمة الضالون؛ بل كلف سبحانه يسيرا، وأعطى على كل قليل كثيرا، ولم يجز لعباده من ذلك أمرا؛ بل أحدث لهم عنه نهيا وزجرا؛ فتعالى عن ذلك الكريم ذو الجبروت، المتفضل ذو الرأفة والملكوت؛ والحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، وسلام على المرسلين.
  · قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا ١٣٧}[النساء: ١٣٧]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:
  قال محمد بن يحيى #: هؤلاء قوم ممن آمن مع النبي صلى الله عليه، ثم رجعوا