سورة الفلق
سورة الفلق
  
  هذا تفسير السورة كاملة للإمام القاسم بن إبراهيم #
  تأويل {قل أعوذ برب الفلق ١}
  {أعوذ} هو: أستجير، وتأويل الرب فهو: السيد المليك الكبير، وتأويل {الفلق} فهو: الفجر إذا انفلق؛ كذلك يقول الناس: «انفلق الفجر وبدا» إذا تبين وظهر وأضاء، وفي ذلك وبيانه أشعار كثيرة لا تحصى، لشعراء الجاهلية الأولى.
  {من شر ما خلق ٢ ومن شرغاسق إذا وقب ٣ ومن شر النفاثات في العقد ٤ ومن شر حاسد إذا حسد ٥}
  فأمر الله رسوله ÷ أن يستعيذ به من شر خلقه، في النهار كله، وأن يستعيذ به من شر جميع خلقه في ليله، ولا يكون شر إلا في ليل أو نهار، وإلا بعد غسق أو انفجار.
  و {الفلق}: فأول الفجر وفلوقه؛ قال لبيد:
  الفارج الهم مسودا عساكره ... كما يفرج جنح الظلمة الفلق
  والغسق: فأول الليل، وغسوقه: ظلمته؛ كما قال ابن عباس: غسق الليل: «أول الليل، وظهوره، وظلمته». فقد أتى على ذلك كله استجارة رسول الله ÷ واستعاذته؛ وغسق الليل ووقوبه فهو: وجوبه.
  وأمر الله سبحانه رسوله ÷ مع استعاذته به من شر الليل والنهار: أن يستعيذ به - لا شريك له - من شر السواحر والسحار؛ والسواحر هن: النفاثات في العقد والنفث هو: التفل على العقدة إذا عقدت،