تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء}

صفحة 456 - الجزء 1

  القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين ١٥٠}⁣[الأعراف: ١٥٠]، فلم يستغفر موسى لهارون ذنبه، ولم يسأل العفو عنه ربه، حتى علم هارون أنه قد كان أخطأ في مقامه مع الظالمين، يرى ويعاين عصيانهم لرب العالمين، فعندما اعترف هارون بزلته في مقامه معهم، وتركه لاتباع موسى عند ما رأى منهم، قال موسى صلى الله عليه: {رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين}⁣[الأعراف: ١٥١]. وقول موسى لهارون صلى الله عليهما: {أفعصيت أمري} بين أن قد كان أمره، وقال له: إن رأيت من القوم عمى، أو ضلالا، أو ظلما، فلم يقبلوا قولك فيه، وأقاموا مصرين عليه، فالحقني، وآتني، واتبعني؛ فهذا وجه قوله: {أفعصيت أمري}، يقول: فأقمت مع من كفر وظلم، وجاورت مقيما مع من أجرم.

  · قوله تعالى: {إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ}⁣[الأعراف: من آية ١٥٥]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  وسألته عن: قول الله سبحانه: {إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء}: ما هذه الفتنة؟

  وهي: الابتلاء من الله والاختبار والمحنة؛ وإضلاله وهداه بها فهو: عنها وبسببها، و {يضل من يشاء ويهدي من يشاء}⁣[النحل: ٩٣، فاطر: ٨] هو: إضلاله إن ضل، وهدايته لمن اهتدى، ومن ضل ضلله، ومن اهتدى كان مهتديا عنده، وزاده - تبارك وتعالى - في هداه، وآتاه - كما قال سبحانه - تقواه.

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام عبد لله بن حمزة # في سياق كلام ما لفظه:

  وقوله: {إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من