تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا 108}

صفحة 218 - الجزء 2

  {لا ترى فيها عوجا ولا أمتا}، فقال: العوج في الأرض: الالتواء والارتفاع، والانخفاض الشديد الفاحش، والأمت: القليل اليسير، بين التعادي والاختلاف الذي ليس بكثير.

  · قوله تعالى: {وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا ١٠٨}⁣[طه: ١٠٨]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  وسألته عن: قول الله سبحانه، وجل عن كل شأن شأنه: {وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا

  فقال: خشوعها: سكونها، وأما الهمس فهو: حس الأقدام، الذي ليس معه صوت ولا كلام، لما يدخل قلوبهم من الرعب والخوف والفزع، ولما عاينوا عند ظهور آيات الله في القيامة من الأمر الهائل المستفظع.

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #:

  {فلا تسمع إلا همسا}، الهمس: الوطء الخفي، كوطء خفاف الإبل التي همس مشيتها ليس بذي صوت علي؛ قال الشاعر:


  يعني بالهميس: الوطء الخفي الحسيس، فالناس في حشرهم، ولما هم فيه من فزعه وذعرهم، وانحلال قواهم، لما عاينوا ما دهاهم - مشيهم همس خفي، وأصواتهم منقطعة، فلا يتكلمون، ولا يسمع لجرس ألسنتهم إلا حس بأقدامهم إذ يمشون.