قوله تعالى: {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية}
  فقال: معنى قوله: {لأسمعهم} فهو: لوفقهم ولسددهم، فهداهم وأرشدهم إلى صواب ما يسمعون، وإليه من الحق يدعون؛ ولكن لم يعلمهم ممن يريد الحق، ولا يصدق فيستأهل منه ما ذكر من الإسماع، الذي هو الهداية والتوفيق والتسديد؛ بل علم أنه لو فعل ذلك بهم ما قبلوه، ولتركوه، وتولوا عنه، وهم معرضون عن قبوله وعن الإقرار به.
  · قوله تعالى: {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً}[الأنفال: من آية ٣٥]
  قال في كتاب الرد على مسائل الإباضية للإمام الناصر بن الهادي #:
  وسألت عن: قوله ø: {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية}، وقلت: ما المكاء، وما مخرجه في اللغة؟
  قال أحمد بن يحيى @: المكاء في لغة العرب هو: الصفير؛ موجود ذلك في كلامها وأشعارها، من ذلك قول عنترة العبسي:
  وحليل غانية تركت مجدلا ... تمكوا ترائبه كشدق الأعلم
  يقول: يصفر ويخور عند خروج نفسه حين قتله، وأن ترائبه - زعم الشاعر - مفتحة كشدق الأعلم، والأعلم فهو: مشقوق الشفه.