تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ويحذركم الله نفسه}

صفحة 154 - الجزء 1

  بمساعدة المقادير، وتهيئة الأسباب.

  والكلام في قوله تعالى، ولا حول ولا قوة إلا بالله: {تعز من تشاء وتذل من تشاء} على نحو ذلك، ومعناه ظاهر، جعل بعض خلقه ملكا، وبعضهم سوقة، وبعضهم مالكا، وبعضهم مملوكا، وبعضهم ذكرا في موضع العزة والتصرف، وبعضهم أنثى في موضع الذلة والانقياد، وكل هذا لحكمة ومصلحة تعود على العباد؛ فأراد سبحانه من الغني والملك والعزيز: الشكر، وأراد من الرعية والفقير والضعيف: الصبر والشكر؛ تكليف وتعبد يعود نفعه على العبد؛ لأن التكليف نصفان، نصف: صبر، ونصف: شكر؛ والصبر أفضلهما؛ فهذا ما يتوجه عندنا في معنى هذه الآية، والله أعلم.

  · قوله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَه}⁣[آل عمران: ٢٨ و ٣٠]

  قال في مجموع الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #:

  وأما قوله تعالى: {ويحذركم الله نفسه} فهو: ويحذركم إياه، لا غيره.

  وقال في كتاب الرد على مسائل الإباضية للإمام الناصر بن الهادي #:

  وسألت: عن قوله ø: {ويحذركم الله نفسه}، وقلت: إنما النفس تكون للمخلوقين؟

  قال أحمد بن يحيى @: معنى {ويحذركم الله نفسه}، يعني: إياه، وذلك موجود في لغة العرب؛ يقول الرجل: «نزلت في نفس الجبل»، أي: في الجبل، و «في نفس الوادي»، وليس للوادي نفس ولا للجبل، وتقول أيضا: «هذا نفس الخبر»، وليس للخبر نفس، ... (إلى آخر كلامه #).

  وقال في مجموع الإمام عبد الله بن حمزة #:

  وقوله تعالى: {ويحذركم الله نفسه