تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

سورة البلد

صفحة 423 - الجزء 3

سورة البلد

  

  هذا تفسير السورة كاملة للإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #

  {لا أقسم بهذا البلد ١ وأنت حل بهذا البلد ٢}:

  فتفسير - والله أعلم - قول الله تبارك وتعالى، المعقول المفهوم عند من وهبه الله علما وعقلا: {لا أقسم} هو: توكيد للقسم؛ والإقسام - بالبلد التي كان فيها النبي، عليه أرضى الصلاة وأفضل التسليم. وإنما معنى {لا}: ألا، وسواء قيل: «لا» في الأفهام أو: ألا، وذلك فواحد هاهنا في المعنى؛ فكان قول الله: {لا أقسم بهذا البلد ١} - إنما تفسيره: كيف لا أقسم بهذا البلد؟! تعظيما منه تبارك وتعالى وتفضيلا للبلد، حين كان محلا ومنزلا لرسوله محمد، وتعظيم قدر محمد بن عبد الله وكبره ~ وعلى آله - ما أقسم سبحانه بالبلد الذي كان محمد # حالا فيها.

  وتفسير: {وأنت حل}: مفهوم عند كل من كان عالما بعربي اللسان، لا يحتاج فيه عند أكثرهم إلى اشتغال بشرح ولا بيان؛ لوضوحه عند علمائهم وجهالهم، وما يدور فيهم من مفهوم اللسان بين كبارهم وأطفالهم؛ وهو عند العالم منهم والجاهل: الحال بالبلد والنازل، وسواء في لغة العرب قيل: «فلان حل بالعراق، أو نازل فيه»، أو قيل: «فلان حال به وفي ساكنيه».

  ثم قال تبارك وتعالى، فيما كرر من القسم وثنى: {ووالد وما ولد ٣}؛ لما في الولد والوالد من آياته، وعجيب آثار تدبيره وقدرته: بينما الوالد كما جعله الله