قوله تعالى: {وما كنت متخذ المضلين عضدا 51}
  قال في قول لوط #: {هؤلاء بناتي}، يعني: بناته في الدين، لا في الولادة، ورووا: أنه لم يكن له بنت.
  · قوله تعالى: {وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ٥١}[الكهف: ٥١]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي #:
  قال محمد بن عبيد الله: وسألت الهادي إلى الحق ~: هل تجوز الاستعانة بالظالمين؟ وقلت: ما معنى قول الله سبحانه: {وما كنت متخذ المضلين عضدا}.
  فقال: أما ما سألت عنه من قول الله سبحانه - فإنما أراد بالعضد: الود والمشاورة في المبثوث من جميع الأسرار، الظاهرة والباطنة، والمحبوب في السر والعلانية، المعتقدة ولايته، الجائزة عند الله مناكحته، وأكل ذبيحته، وقبول شهادته، والاعتماد على قوله، والركون إلى مصافاته؛ فهذا العضد؛ فمن لم يكن عند صاحبه على هذه الحال، على حقيقة الفعل والمقال - فليس له بعضد، ولا كرامة له، ولا ينتظمه هذا الاسم أبدا، ولا يجوز له أصلا.
  فأما ما استعنت به في مهماتك، وتقويت به واستعنت به في ساعات حاجاتك، في إصلاح الإسلام والمسلمين، وهايبت به من كان مثله من الظالمين، واستعنت به على من هو أفجر منه، وأنت له شانئ، ومنه متبرئ، وبه غير واثق، تكتمه أسرارك، وتجمل لديه أخبارك، لا تستحل له مناكحة، ولا تأكل له ذبيحة، ولا تقبل له شهادة، ولا تأتم به في صلاة، فكيف تكون له متخذا عضدا، وتكون له وليا مرشدا؟! هذا ما لا يغلط فيه إلا الجهال، وإلا من أعمى الله قلبه من الرجال، فهو يتكمه في عمايات الضلال، يدعو الليل نهارا والنهار ليلا، والعدو وليا، والولي عدوا، ينحل كل واحد منهما نحلة ضده، ويدعو كلا بغير اسمه.