تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين 2}

صفحة 270 - الجزء 2

سورة النور

  

  · قوله تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ٢}⁣[النور: ٢]

  قال في كتاب الأحكام للإمام الهادي #:

  قال يحيى بن الحسين ~: قال الله تبارك وتعالى في الزانيين: {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذا بهما طائفة من المؤمنين}؛ فأوجب على الزانيين مائة جلدة إذا كانا حرين بالغين، وشهد عليهما بذلك: أربعة عدول من المسلمين، وأثبتوا الشهادة عند الإمام بالإخراج والإيلاج، وثبت عند الحاكم معرفة صحة عقولهما - فحينئذ يجلد كل واحد منهما مائة جلدة، كما أمر الله سبحانه.

  وأما قوله: {ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله}، والرأفة هي: الرحمة والرقة، والتوهين في أمرهما، والرفق بجلدهما إذا كانا مطيقين للإيجاع.

  وأما الطائفة التي أمر الله ø بشهودها فهي: الجماعة من المؤمنين، تكثر حينا، وتقل حينا، وقد قيل: إن أقل الطائفة ستة: الإمام، والشهود الأربعة، والجلاد.

  فأما البكران فلا يزادان على مائة جلدة كل واحد.