تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شيء إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها وإنه لذو علم لما علمناه ولكن أكثر الناس لا يعلمون 68}

صفحة 30 - الجزء 2

  وجمالهم، فأمرهم أن يتفرقوا، وأن يدخلوا من أبواب متفرقة؛ شفقة عليهم من العين والنفس؛ قال الله سبحانه: {فلما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شيء إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها وإنه لذو علم لما علمناه}⁣[يوسف: ٦٧]، يخبر سبحانه أن الحذر للنفس والعيون لا ينفع إلا بدفاع الله وتوفيقه، ولطفه وحفظه.

  · قوله تعالى: {وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ٦٨}⁣[يوسف: ٦٨]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألته عن: قول الله سبحانه: {ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شيء إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها

  فكان أمرهم أن يدخلوا من أبواب معروفة، ونهاهم أن يدخلوا من باب معا؛ لأنه خشي عليهم عند اجتماعهم العين؛ لما كانوا عليه من الهيئة والجمال، والكثرة والكمال؛ فأخبر الله تبارك وتعالى: أنه لولا دفاعه عنهم - لم ينفعهم ما أوصاهم به، وأخبر تبارك وتعالى: أن يعقوب صلى الله عليه كان عالما بأن ذلك الذي أمرهم به لا يغني عنهم شيئا، إلا بمدافعة الله عنهم، وإحسانه إليه فيهم، غير أنها حاجة في نفسه قضاها، يريد: سببا كان في نفسه أن يلقيه إليهم؛ فألقاه احتياطا وشفقة، وعالم أنه لا ينفعهم إلا بالله سبحانه، ولا يدفع عنهم ما كره إلا بدفعه عز ذكره.