قوله تعالى: {ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا 79}
  والفتح في أول النهار فمن الله، وما أصابهم من سيئة فمن أنفسهم؛ إذ خلوا مواقفهم، وراحوا عن مواضعهم، وتركوا ما أمرهم به نبيهم صلى الله عليه، حتى وجد العدو مدخلا عليهم، من بعد أن أراهم الله ما يحبون.
  وأما قوله سبحانه: {قل كل من عند الله} فإنما ذلك معنى سوى هذا؛ يخبر ø عن الحسنة والنعمة منه عليهم، والسيئة التي تنزل بهم، فهو: ما يكافئهم الله به من فعلهم، وما أوجب عليهم من الحد والعقوبة، وما جعل في ذلك من الأحكام الشديدة.
  وقد يخرج في هذا وجه آخر: بما يصيبهم من القتل والجراح، فإنما ذلك لفرض الله عليهم؛ إذ تعبدهم به، وأمرهم بالقيام فيه؛ فهذا وجه المسألة وتفسيرها، والله أعلم سبحانه وتعالى علوا كبيرا.
  وقد قال بعض المفسرين: إن معنى {وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك}، قالوا في ذلك: إنه ما كان من مطر وخصب فهو من عند الله، وما كان من قحط وجدب فهو منك، فقال الله ø: {قل كل من عند الله}.
  وليس التفسير عندي كما فسروا، والقول الأول الذي قلنا به هو الصواب عندنا، والله الموفق لكل خير وسداد.
  · قوله تعالى: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ٧٩}[النساء: ٧٩]
  قال في كتاب ينابيع النصيحة للأمير الحسين بن بدر الدين #:
  قوله: {مآ أصابك من حسنة}: يعني نعم الدنيا والدين؛ فيدخل فيها الطاعات؛ وإنما أضافها إلى الله تعالى - وإن كانت فعلا للعبد على ما تقدم بيانه -