قوله تعالى: {كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا}
  يمكن أن تكون: هي وغيرها من الحجارة والصخور، وليس في ذلك على الحجارة ألم ولا وجع؛ فتكون بالألم والوجع مظلومة، وإنما هي شيء جعلها الله لذلك، لا تألم ولا تشكع(١)، وليس حال الصخور والإيقاد بها في الآخرة إلا كحال الحطب والإيقاد به في الدنيا، فإن كان ذلك ظلما للحجارة فهو ظلم للحطب والخشب في الدنيا، وإنما يقال: «ما ذنب الشيء فيما يفعل به؟» إذا كان يدري ويعلم ما يعمل به، ويتألم ويشكع مما يصنع فيه.
  فأما ما لا يشكع ولا يعلم، ولا يألم ولا يفهم، فلا يجوز ذلك القول في مثله، ولا يجوز بأن يقاس بغيره.
  · قوله تعالى: {كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا}[البقرة: ٢٥]
  قال في كتاب مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:
  وسألت عن قول الله سبحانه: {كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها}؟
  قال محمد بن يحيى #: معنى قوله ø: {كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل}، فقد قال في ذلك بعض يتعاطى العلم: إن معنى قولهم: هذا الذي رزقنا من قبل في الدنيا، وشبهوه بالثمر الأول.
  وليس عندي كذلك؛ لأنه إذا كان ثمر الجنة كثمر الدينار فلا فضل إذا لنعيم الآخرة على نعيم الدنيا؛ لأنه إذا كان النبات كنبات الدنيا، والمأكل كمأكل الدنيا - فلا فضل لما في الآخرة على ما نحن نرى، وهذا مخالف للكتاب، محال عند ذوي الألباب؛ نحن نرى فواكه الدنيا ومعايشها تتفاضل في الدنيا، فكيف ما جعل الله سبحانه في الآخرة.
(١) قال في القاموس المحيط: شَكِعَ، كفرحَ: كثُرَ أنِينُه.