تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين 20}

صفحة 309 - الجزء 1

  · قوله تعالى: {إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ٢٠}⁣[المائدة: ٢٠]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام زيد بن علي @، بعد أن ذكر الآية ما لفظه:

  كانت بنو إسرائيل - وهم قبيلة واحدة وبنو أب - مفضلين على قبائل بني آدم في الزمن الذي كانوا فيه؛ بنعمة الله عليهم؛ إذ جعل فيهم أنبياء، وجعلهم ملوكا، أهل كتاب. وأكرم بني إسرائيل أتقاهم، كما قال الله تعالى.

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا}، فقلت: ما معنى الأنبياء؟ وهل يجوز أن يدعى باسم النبوة غير الأنبياء؟

  قال محمد بن يحيى #: الأنبياء فهم: المبلغون عن الله ø، والمقيمون للحجج على خلقه، والملوك الذين جعلهم الله فيهم فهم: ولاة أمرهم، العادلون فيهم، المحكوم من الله بالطاعة لهم. ثم قال سبحانه: {وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين}، فهو: ما آتاهم من الملك، والنبوة، والآيات المنزلات بينهم، وما خصوا به في عصرهم، وفضلوا به على غيرهم؛ فكان ذلك لهم نعمة، وعليهم لله حجة.

  وقلت: هل يجوز أن يدعى أحد من الناس باسم الأنبياء، ويسمى نبيا؟

  فهذا - يرحمك الله - لا يجوز؛ ولكن قد يجوز أن يقال: منبي، يريد: مخبرا، كما قال الشاعر:

  أنبيت عمرا حز بين السنابك ... ألا فمتى بالفائزين كذلك

  قال: أنبيت، يريد: أخبرت، ويقال: أنبأني فلان عن فلان، وقال الله ø: {ولا ينبئك مثل خبير}⁣[فاطر: ١٤]، يقول: لا يخبرك مثل خبير، فجعل