قوله تعالى: {والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات من يشإ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم 39}
  · قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ٣٩}[الأنعام: ٣٩]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات من يشإ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم}؟
  وهذا - يرحمك الله - فمثل مثله وضربه لهم؛ إذ كانوا عن آياته معرضين، وعن قبول ما أمروا به صادين، فأخبر سبحانه أنهم في ترك الاستماع للحق، وقبول ما جاء به نبيه صلى الله عليه وعلى آله من الصدق، وقد يرون ما يأتي من البراهين والدلالات والعلامات، كالصم والبكم الذين لا يسمعون ولا يعقلون فيأتمرون؛ ألا ترى أن العرب تقول لمن لم يستمع ويسمع، ويقبل ما يؤمر به فينتفع: «ما أنت إلا أصم»، وتقول: «فلان أصم أبكم عما يلقى إليه»، وإن كان حديد السمع، تريد بذلك: قلة الائتمار بما به يؤمر، وطول الغفلة عما منه يحذر.
  وأما قوله: {في الظلمات} فهي: ظلمات الكفر والعصيان، والبعد من الواحد ذي الجلال والسلطان.
  وأما قوله: {من يشإ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم} فقد تقدم منا شرح معنى إرادته لإضلال الضالين، وهدايته لمن اهتدى من المهتدين، ومعنى الضلال والهدى هاهنا: كمعناه فيما تقدم أولا.
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام عبد لله بن حمزة #:
  معنى يضلله: يعذبه، {ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم}، وهي: طريق الجنة للمؤمنين، مستقيمة لا عوج فيها ولا تعب.