تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين 12}

صفحة 389 - الجزء 2

  وقال في كتاب ينابيع النصيحة للأمير الحسين بن بدر الدين # في قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ ٨ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ٩}⁣[يس: ٨ - ٩]:

  نزلت هذه الآية في أبي جهل وأصحابه، حلف إن رأي محمدا يصلي ليرضخ رأسه بحجر، فرآه، فحمل حجرا، فلزق بيده، فعاد إلى أصحابه، فقام رجل من بني مخزوم، فقال: أنا أقتله بهذا الحجر؛ فأعمي الله بصره، وعليه يدل قوله تعالى: {فأغشيناهم فهم لا يبصرون}، فأما قوله: {إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا} ... الآية؛ فقيل: هو في الدنيا، شبه الكفار بمن هو كذلك في تركهم الإيمان. قيل: يكون الكفار كذلك في الآخرة، وهو حقيقة.

  · قوله تعالى: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُم وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ١٢}⁣[يس: ١٢]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد #، بعد أن ذكر قوله تعالى: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُم}:

  أي: والسنن الحسنة والسيئة التي سنوها لمن يقتدي بهم، وقال النبي صلى الله عليه وآله: «من سن سنة سيئة كان عليه وزرها، ومثل وزر من عمل بها، من غير أن ينقص من أوزار الناس شيئا»، أو كما قال. وقال #: «كلام الحكماء إذا كان صوابا كان دواء، وإذا كان خطأ كان داء»، أو كما قال.

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  وسألته عن: قول الله سبحانه: {وكل شيء أحصيناه في إمام مبين

  فقال: فإنه يقول سبحانه: في علم عليم؛ ولا يتوهم أن ذلك إمام من الكتب،