قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون 44}
  وقد قال جل ذكره في آية أخرى: {فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون}، فأعلم أنه إنما يريد أن يحكم بالعذاب على أهل الذنوب، ثم قال في آية أخرى: {ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما}، وفي هذا غنى وكفاية لمن عقل عن الله، والحمد لله.
  · قوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ٤٤}[المائدة: ٤٤]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:
  تأويلها - استمتع الله بك، وبنعمته عندك - هو: تنزيلها؛ وذلك أن من حكم بأحكام التنزيل بخلاف حكمه، فهو - غير شك - من الكافرين به؛ لأن من أحل ما حرم الله، أو حرم ما أحل الله، بعد الإحاطة بعلمه، فهو من الكافرين بالله في حكمه؛ لأنه منكر من حكم الله فيه لما أنكر، ومن أنكر من أحكام الله [و] تنزيله حكما فقد كفر، ولله أحكام هي ليس في تنزيل، في تحريم من الله وتحليل؛ ولكنها من أحكام التأويل، حكم بتنفيذها والحكم بها، فمن لم ينفذها ويقم إذا أمكنه تنفيذها - فهو من الظالمين، وفي تعطيلها من الفاسقين.
  · قوله تعالى: {وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ}[المائدة: ٤٧]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه}؟
  قال محمد بن يحيى #: أراد الله ø بقوله: {وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه}: أي: يتبعون ويحكمون بما أنزل الله فيه، من الأمر بطاعة محمد