تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين 22}

صفحة 450 - الجزء 2

  النظر لأنفسهم، فيما يحييها، ومن عذاب ربها ينجيها، حتى خسروا أنفسهم، وصاروا إلى جهنم؛ وبئس المصير، ومعنى: {وأهليهم} فهو: ما جعله الله سبحانه لهم على الطاعة، من الحوريات والخلد والنعيم، الذي جعله لجميع المخلوقين؛ ثوابا على طاعتهم، فلما أن عصوا الله ø، وآثروا دنياهم، واختاروا حلاوة فسقهم - خسروا أنفسهم وأهليهم. ثم قال سبحانه: {ألا ذلك هو الخسران المبين}، تأكيدا في الخسران، وتقريعا على التقصير؛ لأنه خسران لا يجتبر؛ إذ كل خسران في الدنيا يستلحق ويدرك ويستعاض، إلا من خسر بتقصيره نفسه، فأوردها جهنم، وترك ما أعد الله ø على طاعته، مما ذكر سبحانه للمطيعين من الجنان، والرضى والرضوان، والحور الحسان؛ وذلك الفوز العظيم، والمحل الكريم، ولمثل ذلك فليعمل العاملون، وله فليقصد الطالبون.

  · قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٢٢}⁣[الزمر: ٢٢]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألت عن: قول الله سبحانه: {فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله

  فالقاسية هي: الممتنعة من قبول حق الله، الكارهة لما أنزل الله، ومعنى قوله: {من ذكر الله} فهو: عن ذكر الله، غير أن «من» قامت في مقام «عن»؛ لأنهما من حروف الصفات، يخلف بعضها بعضا، ويقوم بعضها مقام بعض، في ذلك ما يقول الله سبحانه، فيما يحكي عن فرعون اللعين: {لأصلبنكم في جذوع النخل}، وإنما أراد: على جذوع النخل، والصلب لا يكون في الشيء، وإنما يكون عليه، وفي ذلك ما يقول الشاعر: