تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

سورة التين

صفحة 445 - الجزء 3

سورة التين

  

  هذا تفسير السورة كاملة للإمام القاسم بن إبراهيم #

  {والتين والزيتون ١ وطور سينين ٢ وهذا البلد الأمين ٣}

  فـ {التين} فهو: هذا التين المأكول، {والزيتون} فهو: هذا الزيتون المعلوم.

  وقد ذكر عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ~: أن {التين والزيتون ١} هو: التين الشامي خاصة وزيتونه؛ وذلك لما جعل الله للشام من التقديس والبركة، وفي الشام ما يقول موسى # لبني إسرائيل: {ياقوم ادخلوا الأرض المقدسة}⁣[المائدة: ٢١].

  وما ذكر الله من {طور سينين ٢} فهو: الجبل الذي كلم موسى منه رب العالمين.

  و {البلد الأمين ٣} فهو: الحرم الذي على كل حد من حدوده رضم الحجارة، وعلم فصل به بين غيره وبينه؛ لتعرف بذلك ما هو منه.

  وإنما أقسم الله سبحانه من الأشياء بما أقسم من القسم: لما جعل فيها من الآيات والبركات والكرم؛ وإنما يقسم أبدا المقسم بما يجل من الأشياء ويكرم، وكرم ما ذكر الله من هذه الأشياء - فما ليس به عند من يعقل من خفاء؛ فمن كرم التين والزيتون: ما جعل الله فيهما من المنافع والطعوم، وكرم طور سينين وبركته: ما كان من مناجاة الله تبارك وتعالى لموسى # في بقعته، وفي ذلك ما يقول سبحانه: {فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة}⁣[القصص: ٣٠]، فذكرها سبحانه بما جعل فيها من التقديس والبركة، وفي ذلك