سورة التين
سورة التين
  
  هذا تفسير السورة كاملة للإمام القاسم بن إبراهيم #
  {والتين والزيتون ١ وطور سينين ٢ وهذا البلد الأمين ٣}
  فـ {التين} فهو: هذا التين المأكول، {والزيتون} فهو: هذا الزيتون المعلوم.
  وقد ذكر عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ~: أن {التين والزيتون ١} هو: التين الشامي خاصة وزيتونه؛ وذلك لما جعل الله للشام من التقديس والبركة، وفي الشام ما يقول موسى # لبني إسرائيل: {ياقوم ادخلوا الأرض المقدسة}[المائدة: ٢١].
  وما ذكر الله من {طور سينين ٢} فهو: الجبل الذي كلم موسى منه رب العالمين.
  و {البلد الأمين ٣} فهو: الحرم الذي على كل حد من حدوده رضم الحجارة، وعلم فصل به بين غيره وبينه؛ لتعرف بذلك ما هو منه.
  وإنما أقسم الله سبحانه من الأشياء بما أقسم من القسم: لما جعل فيها من الآيات والبركات والكرم؛ وإنما يقسم أبدا المقسم بما يجل من الأشياء ويكرم، وكرم ما ذكر الله من هذه الأشياء - فما ليس به عند من يعقل من خفاء؛ فمن كرم التين والزيتون: ما جعل الله فيهما من المنافع والطعوم، وكرم طور سينين وبركته: ما كان من مناجاة الله تبارك وتعالى لموسى # في بقعته، وفي ذلك ما يقول سبحانه: {فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة}[القصص: ٣٠]، فذكرها سبحانه بما جعل فيها من التقديس والبركة، وفي ذلك