قوله تعالى: {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم 256}
  الكرسي في هذا الحد من العظم، والعرش فوقه في ذلك، ولم يشغله حفظهما عن حفظ السماوات والأرض، بخلاف ملوك البشر: فإنه إذا اتسعت مملكته، وقلت أعوانه - شغلته جهة عن جهة؛ فأخبر تعالى أنه لا يلهيه شأن عن شأن، ولا يشغله مكان عن مكان، ولا يفتقر إلى أعوان تعالى عن ذلك علوا كبيرا
  وأما قوله تعالى: {ولا يئوده حفظهما}؛ فقال في مجموع الإمام القاسم بن إبراهيم #:
  وتأويل يئوده: هو يثقله؛ فهو لا يثقله حفظ ما هو من السماوات والأرض مالك له.
  · قوله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ٢٥٦}[البقرة: ٢٥٦]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن علي العياني # ما لفظه:
  سألت: يا أخي أرشدك الله عن معنى قول الله سبحانه: {لا إكراه في الدين}، وقلت: هو يقول لمحمد #: يضرب رؤوسهم حتى يؤمنوا؛ ما معنى ذلك؟
  الجواب: اعلم أنه قد روي أن النبي ÷ لما أحصر بالحديبية، ومنعته قريش من وصول مكة، وكتبوا بينه وبينهم كتاب الهدنة، وأثبتوا ما بينهم من الشروط فيه، كان من الشرط عليهم للنبي صوات الله عليه وآله وسلم تسليما: أنه إن خرج من أصحابه الذين في المدينة إليهم خارج ردوه، وإن خرج من أصحابهم الذين بمكة إليه خارج رده؛ فأوفى كل عهده إلى انقضاء المدة، فلما بلغوا الأجل أنزل الله تبارك وتعالى على نبيه #: {لا إكراه في الدين قد تبين