تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما 16}

صفحة 6 - الجزء 3

  · قوله تعالى: {قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ١٦}⁣[الفتح: ١٦]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  وسألت عن: قوله سبحانه: {قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون}: من هؤلاء؟

  فقال: هم هوازن، وهم أشد الناس بأسا، وقد قالوا: فارس والروم. وقالوا: بنو حنيفة.

  وقال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألته عن: قول الله سبحانه: {قل للمخلفين من الأعراب}، إلى قوله: {يعذبكم عذابا أليما

  فقال: المخلفون هم: الذين تخلفوا في أهليهم؛ وتخليف رسول الله صلى الله عليه وآله لهم فلم يكن بالإذن منه لهم؛ ولكن باختيارهم هم، لمعصيتهم لربهم. وإنما جاز أن يقول: {للمخلفين}، وهم: المتخلفون - من أجل أن رسول الله صلى الله عليه وآله أعرض عنهم، حين اختاروا التخلف، ولم يغصبهم على الخروج معه؛ فلذلك جاز أن يقول: المخلفين. والقوم الذين هم أولوا البأس الشديد فهم: أهل فارس وخراسان، فقال: ستدعون إلى قتالهم، {أو يسلمون فإن تطيعوا} في ذلك {يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا} عن قتالهم وتتخلفوا {كما توليتم} وتخلفتم {من قبل يعذبكم عذابا أليما}، فكان دعاؤهم إلى جهاد أهل فارس من بعد النبي صلى الله عليه وآله. وقد قيل: إن أولي البأس الشديد