قوله تعالى: {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله}
  القرى؛ ويوم الجمع فهو: يوم القيامة، الذي يجتمع فيه الخلق إلى موضع الحشر. {لا ريب فيه}، يقول: لا شك أنه سيكون. {فريق في الجنة وفريق في السعير}، يخبر: أن ذلك اليوم يوم يصير فيه فريق من الناس في الجنة، ويصير فريق منهم في السعير. والإنذار فهو إلى: أم القرى ومن حولها، وإلى جميع أهل الأرض، غير أنه خص أم القرى بالذكر؛ لعظيم ذكرها، وأنها كانت المبتدأ في الإعذار والإنذار، ثم يبلغ إعذاره صلى الله عليه وآله جميع شرق الأرض وغربها، وشامها ويمنها.
  · قوله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ}[الشورى: ١٠]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #:
  قوله ø: {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله}.
  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: نعم، الله الحاكم فيه عليكم، والفاصل فيه بينكم، فيما اختلفتم فيه حكمت، وما لم يأمرني أن أحكم فيه بينكم لم أحكم وأمسكت، وما لم أجر الحكم فيه بينكم إلى يوم القيامة كان مؤخرا، حتى يحكم فيه سبحانه يوم البعث، وفصل الحكومة.
  وقال في كتاب حقائق المعرفة للإمام أحمد بن سليمان #:
  أراد بقوله: {فحكمه إلى الله}: أن يردوا ما اختلفوا فيه إلى من أمرهم الله برده إليهم، حيث يقول تعالى: {ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}[النساء: ٨٣].
  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد #:
  أي: مردود إلى ما جاء عن الله، في محكم كتابه تعالى، وعلى لسان رسوله صلى