تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا 50}

صفحة 145 - الجزء 2

  وقال في شرح الرسالة الناصحة للإخوان للإمام عبد الله بن حمزة #، وقد ذكر الآية من أولها، وهي قوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا}، فقال ما لفظه:

  وهذا المغفل قلبه: عيينة بن حصن؛ لأنه نهى رسول الله ÷ عن مجالستهم لسوء حالهم، وقال له: «هذا مما ينفر عنك رؤساء العرب»؛ فنهاه الله تعالى عن مساعدته، وأخبره بأنه قد استحق الخذلان وسلب التوفيق؛ لما تقدم من معصيته، فلذلك أغفل قلبه؛ عقوبة له؛ لأن الله - تعالى - لا يغفل قلبه عن ذكره ابتداء؛ لأنه مريد للطاعة من جميع عباده، كافرهم ومؤمنهم، خلافا لما ذهبت إليه المجبرة.

  · قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ٥٠}⁣[الكهف: ٥٠]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي #:

  سئل الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ~ عن: قول الله تبارك وتعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس}⁣[البقرة: ٣٤، الإسراء: ٦١، الكهف: ٥٠، طه: ١١٦]: كيف كان السجود من الملائكة À؟

  فقال: معنى {اسجدوا لآدم} إنما أراد بذلك: اسجدوا من أجل آدم؛ تعظيما لخالقه؛ إذ خلقه من أضعف الأشياء وأقلها عنده، وهو: الطين، فجاز أن يقال: