قوله تعالى: {فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود 13}
  · قوله تعالى: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ١٣}[فصلت: ١٣]
  قال في كتاب الرد على مسائل المجبرة للإمام الناصر بن الهادي #:
  جاء هاهنا: أن الفريقين إنما هلكا جميعا بالصاعقة، بعد ما قال: أنهما هلكا بالريح والرجفة؛ هذا من عجائب العربية؛ لأن الريح عند العرب: الصاعقة، وكل عذاب هو عندهم: صاعقة، لا يشكون في ذلك؛ لما يعوا في كلامهم وخطابهم، والدليل على ذلك: أن الصعق القيسي كان يقرئ أضيافا له، واشتدت عليه الريح مآذنة؛ فدعا عليها؛ فسلطها الله ø عليه؛ فأهلكته؛ فمات منها؛ ولذلك لا يعرف هو ولا ابنه في قيس إلا: بعمر بن الصعق؛ قال الشاعر:
  وإن خويلدا فابكي عليه ... قتيل الريح في البلد التهامي
  فسموه «الصعق»، ورثوه بأنه: قتيل الريح، وأن الصعق عندهم هو: الريح؛ فافهم هذا الباب إن شاء الله.
  · قوله تعالى: {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ٢١}[فصلت: ٢١]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي #، بعد ذكر الآية:
  معنى: {أنطقنا الله} أي: جعل فينا استطاعة ننطق بها، وأذن لنا بالنطق فنطقنا، وشهدنا حينئذ بما علمنا؛ ولو كان الله الذي فعل الكلام بعينه، وولي قوله بنفسه دون غيره - لقالت جلودهم: نطق الله علينا فيكم، وشهد هو لا