تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي}

صفحة 99 - الجزء 2

  · قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي}⁣[الإسراء: ٨٥]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  وسئل عن: قول الله: {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي

  فقال: الروح من أمر ربه كما قال، لا يجاب فيه بغير ما قال الله في ذلك؛ لأن الله سبحانه قد أبان: ما هو؟ وأي شيء هو؟.

  وقال في شرح الرسالة الناصحة للإخوان للإمام عبد الله بن حمزة #:

  فأما قوله تعالى: {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي} - فللعلماء فيه أقوال، كلها توافق أدلة العقول.

  منها: أنه ÷ لما ادعى النبوءة، وأنكرت قريش ذلك - فزعوا إلى اليهود؛ لأنهم أهل الكتاب، فقالت لهم اليهود: اسألوه عن ثلاث مسائل: عن أصحاب الكهف، وذي القرنين، وعن الروح ما هو؟ فإن أجاب عن الجميع فهو كاذب، وإن كف عن الجميع فهو كاذب، وإن أجاب عن أصحاب الكهف وذي القرنين، وأجمل الجواب عن الروح - فهو نبي صادق. فأتوا إليه، فسألوه، فأمره الله بما حكى في كتابه، وأمسك عن الروح، فلزمت الحجة لله - تعالى - ولرسوله ÷ الفريقين من قريش واليهود، ولا يمتنع في الحكمة أن يصرفه عن الجواب فيما يعلم الله؛ لحصول مثل هذا الغرض العظيم، كما منع زكريا عن الكلام؛ آية له، وقد كان مقدورا له قبل ذلك.

  ومنها: أنهم لما سمعوه يقرأ: {يوم يقوم الروح والملائكة صفا}⁣[النبأ: ٣٨]، قالوا: ما هذا الروح الذي يقوم صفا، والملائكة صفا؟! فأخبرهم أنه خلق من