قوله تعالى: {ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم}
  يريهم من أضلهم وأغواهم، من جبابرة الآدميين، ومغويهم من فراعنة الشياطين، الموسوسين بالمعصية لهم، المزينين لما في صدورهم. {نجعلهما تحت أقدامنا}، يقولون: تحتنا في النار، ونطأهم ونذلهم كما أهلكونا. معنى: {ليكونا من الأسفلين} فهو: ليكونا تحتنا في العذاب المهين؛ وذلك أن جهنم {ظلل من فوقها ظلل}؛ معنى: {ظلل} أي: درجات متفاوتات؛ فأشد عذابها أسفلها، فكل ما كان أسفل فهو أشد عذابا ممن هو فوق، فأراد هؤلاء: أن يكون المغوون لهم أسفل منهم، في الدرجة التي هي أنكى عذابا، وأشد نكالا وأشقى.
  · قوله تعالى: {كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ٣٤}[فصلت: ٣٤]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #:
  الولي هو: القريب الرحم، المحب المشفق.
  · قوله تعالى: {أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ}[فصلت: ٥٤]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:
  لقاؤهم لربهم فهو: مصيرهم ومرجعهم إليه، وليس بلقاء: رؤية ولا عيان، ولا يمكن شيء من ذلك فيه؛ لبعده سبحانه في ذلك وغيره من مماثلة الناس وغير الناس، وبقدسه وتعاليه عن أن ينال أو يدرك بحاسة من الحواس. وإنما تدرك معرفته وتنال - له القدس والكبرياء والجلال - بما بين من الدلائل والآيات لقوم يعقلون، كما قال سبحانه: {قد بينا الآيات لقوم يوقنون}[البقرة: ١١٨]؛ فليس بعد تبيين الله بيان، يكون به معرفة ولا إيقان.