قوله تعالى: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين 94}
  وذلك عندما يكون من تنبذ الحرب بينهم، وهذا دليل على ما سألت عنه، وذلك فيه كفاية إن شاء الله.
  · قوله تعالى: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ٩٤}[يونس: ٩٤]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #، بعد ذكره للآية:
  وسألت: عن قوله سبحانه لرسوله صلى الله عليه وآله: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك}؟
  ليس قوله سبحانه: {فإن كنت في شك}: أنه فيه، ولا أنه يشك في شيء مما نزله الله إليه؛ ولكنه تنزيه له من ذلك كله، وتثبيت ليقينه، ولتفضله فيه على غيره؛ ألا ترى أنه يقال لمن كان موقنا يقينا صادقا، وكان فيما اعتقده منه كله معتقدا عقدا محقا: «إن كنت يا هذا في شك من أمرك، فتثبت فيه بغيرك»، فيغضب على من قال له ذلك؛ ليقينه، كان موقنا بذلك في دنياه أو دينه. وقد يكون من أسباب اليقين لغيره برسالته، وما نزله الله عليه من حكمه وآياته - ما في أيدي أهل كتب الله من ذكره، وهدايته في دينه وأمره، فقال سبحانه: {إن
= سيده: على قدر الجسد، ومنهم من قال: القصيرة الكمين، وقيل: في الدرع عامة؛ وبه فسر ثعلبٌ قوله تعالى: {فاليوم ننجيك ببدنك}، قال: بدرعك؛ وذلك أنهم شكُّوا في غرقه؛ فأمر الله تعالى البحر: أن يقذفه على دِكَّةٍ في البحر ببدنه، أي: بدرعه، فاستيقنوا حينئذ أنه غرق. قال الجوهري: قال الأخفش: وهذا ليس بشيء. وفى حديث علي لما خطب فاطمة رضى الله تعالى عنهما: قيل: ما عندك؟ قال: فرسي وبدني. وفى حديث سطيح: أبيض فضفاض الرداء والبدن، أي: واسع الدرع، يريد به: كثرة العطاء.»