تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون 47 والأرض فرشناها فنعم الماهدون 48 ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون 49}

صفحة 37 - الجزء 3

  · قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ٤٧ وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ ٤٨ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ٤٩}⁣[الذاريات: ٤٧ - ٤٩]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألته عن: قول الله سبحانه: {والسماء بنيناها بأيد}، إلى قوله: {لعلكم تذكرون ٤٩

  فقال: معنى: {بنيناها} هو: جعلناها وخلقناها، وقدرناها سقفا عليكم ودبرناها، ومعنى: {بأيد} فهو: بقوة واقتدار. {وإنا لموسعون}، يقول: إنا لها لمعظمون موسعون، فهي واسعة عظيمة، طبق على طبق، غير ناقصة ولا صغيرة. {والأرض فرشناها}، يقول: بسطناها لكم ومهدناها، فصارت لكم بتقديرنا فراشا، ولأحيائكم وأمواتكم برحمتنا كفاتا. و {الماهدون} فمعناها: الباسطون المسوون، الموطؤون لصعبها، المسهلون لسبلها، ومعنى قوله: {ومن كل شيء خلقنا زوجين}، يريد سبحانه: إنا خلقنا من كل صنف ذكرا وأنثى، ثم خلقنا منها نسل ذلك الصنف والمعنى، وأخبر سبحانه: بأصل التناسل أنه من الزوجين. والزوجان فهو: الزوجة والزوج المتزاوجان. {لعلكم تذكرون}، يقول: لعلكم تتفكرون في قدرة من جعل ذلك، ودبره كذلك، حتى توالد كل صنف من ذكر وأنثى، فتعلموا أن الذي دبر ذلك في الابتداء - قادر سبحانه على أن يحيي الموتى.