قوله تعالى: {فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا}
  يذكر الاقتدار على الشيء ومعناه، فقال:
  وذي ضغن كففت النفس عنه ... وكنت على إساءته مقيتا
  يعني: قديرا.
  · قوله تعالى: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا}[النساء: ٨٨]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:
  قال محمد بن يحيى #: معنى قوله: {فما لكم في المنافقين} هو: ما لكم فيهم حزبين تتحاجون، وفي أمرهم تتحاورون، وهذا القول فكان من المؤمنين في أهل النفاق، والكفر والشقاق؛ فأخبر ø: أنه أركسهم بما كسبوا، أي: خذلهم وتركهم من التوفيق؛ لشراراتهم وبعدهم من طاعة ربهم، فهلكوا بذلك، وصاروا من المعذبين، وعند الله من المقبوحين؛ وذلك أن هؤلاء القوم الذين ذكر الله اختلاف المؤمنين فيهم - رجعوا إلى مكة من بعد إيمانهم، فقال قوم: هم مؤمنون، وقال آخرون: هم منافقون، قد ارتدوا عن الإسلام؛ وذلك أنهم عند خروجهم إلى مكة كتبوا من طريقهم إلى رسول الله صلى الله عليه: إنا على عهدك، والتصديق بدينك، إلا أنا نزعنا إلى وطننا، فوهموا بذلك على المؤمنين، فبين الله نفاقهم، وما كان في ضميرهم، من الرجوع عن الدين، وأوضح أمرهم لجميع المؤمنين.
  ومعنى {حصرت صدورهم}[النساء: ٩٠]، فالحصر: هو الضيق والحرج.
  وقلت: كيف تقرأ: {حصرت صدورهم}؟
  بتسكين التاء.