قوله تعالى: {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين 172}
  · قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ١٧٢}[الأعراف: ١٧٢]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:
  وسألته عن: {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم}؟
  وذكرت ما قالت به العامة في ذلك من قولهم، وليس ما قالوا به فيه بشيء مما يلتفت إليه؛ لأنهم قالوا: أخذ من ظهر آدم. وقالوا: [أخذ] من بني آدم. وآدم غير بنيه، وظهره غير ظهورهم، وذريته غير ذراريهم، والذراري تكون صغارا وكبارا، وأطفالا ورجالا، وكل أهل الجاهلية من رجال العرب الذين كانوا يشركون قد أخذوا، ومعنى «أخذوا»: أخرجوا ذرية من ظهور آبائهم من بني آدم، لا يشكون، وكلهم كان شهد وأقر بأن الله ربه، وأن ما يرى من السماوات والأرض خلقه، فاستشهدهم الله على ربوبيته بما يشهدون، وبما كانوا يقرون به كلهم فلا ينكرون، وفي ذلك يقول سبحانه: {ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون}[الزمر: ٣٨]، ولم يقل سبحانه: إنه استشهد على ربوبيته أحدا من الأطفال، ولا يكون الاستشهاد والشهادة إلا للرجال؛ والله أعلم ما يكون وغيره وما كان، ونسأل الله أن يفهمنا ويفهمك عنه البيان.
  وقال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا}؟